لعنة التناسخ - 101 - السوق (1)
الفصل 101: السوق (1)
قالت كريستينا بعناية: “أعتقد أنك قد تبدو أكثر تخويفًا لو ربيت لحية.”
“هل أحتاج حتى لأن أبدو أكثر تخويفا؟” شكك يوجين.
“بما أنك تحاول إخفاء نفسك كتاجر الرقيق، ألن يكون من الأفضل لو تعرف عليك الجميع بمجرد أن ينظروا إليك؟” جادلت كريستينا.
“ربما يكون الأمر كذلك.” قال يوجين وهو ينظر إلى كريستينا بتعبير اعتذاري زائف ثم أكمل “لكن لماذا نحن نعمل على التمويه خاصتي فقط؟ تحتاجين لإخفاء نفسك كذلك.”
“لماذا علي أن أموه نفسي؟” اعترضت كريستينا.
“إذن، هل تنوي حقًا محاولة الوصول الى سوق العبيد وأنت ترتدين زي الكاهن الذي يقول للجميع أنا كاهنة؟ هل تعتقدين حقًا أن هؤلاء الأوغاد سيكونون على استعداد للسماح لك بالدخول؟” أشار يوجين.
“…قد يكون هذا هو الحال حقًا، لكن ليس لدي أي نية لتغيير ملابسي أو تغيير مظهري.” أصرت كريستينا، بعد أن تصلب وجهها بِـعبوس عنيد وهي تمسك ذقنها. يبدو أنها غير راغبة في خلع زي كاهنها لأي سبب من الأسباب. “أيضًا، ليس هناك حاجة للتتمويه بالنسبة لي، صحيح؟ إذا توصلنا إلى سبب لماذا قد يرافقك كاهن، إذن—”
“إذا وضعنا جانبا موقفك كقديس، فمن المؤكد أن مسار العمل هذا سيجلب الكثير من الازدراء للإمبراطورية المقدسة. لكي يقبل أحد كهنتهم المال حقًا من تاجر العبيد من أجل مساعدتهم على شراء الجان…. هل ستكونين حقًا على ما يرام إذا بدأت هذه الشائعات تنتشر؟” سأل يوجين ورفع حاجبه.
بسبب هذه الكلمات، تصلب وجه كريستينا أكثر. بعد تردد لبضع لحظات، نهضت من مقعدها.
“…سأعطي الأمر بعض التفكير.” قالت كريستينا، مستسلمة.
عرض يوجين عليها: “في الواقع، لن يحدث أي شيء إذا لم تتبعيني.”
“لا يمكنني القيام بهذا.” رفضت كريستينا بشدة. “من واجبي أن أرافقك في رحلتك.”
“لماذا تذهبين إلى حد تسميتها بِـواجبك؟” أزعجها يوجين وهو يعود إلى الوراء لينظر إلى المرآة.
هو الآن يستخدم تعويذة تحويل بمستوى أعلى من المستوى الذي استخدمه في شارع بوليرو في الماضي. على الرغم من أنه لا يزال غير قادر على إجراء أي تغييرات على هيكله العظمي، إلا أن وجه يوجين الحالي قد تحول تمامًا إلى وجه رجل غاضب في منتصف العمر. علاوةً على ذلك، تغير لون شعره من الرمادي إلى الأصفر؛ بعد تغطية يديه بالزيت، قام يوجين بتنعيم شعره وتصفيفه إلى الجانب.
من المقرر إقامة سوقٍ للعبيد اليوم، ومن المتوقع أن تحضر جميع قبائل سمر بأعداد كبيرة. هذا السوق، الذي يقام مرتين فقط في السنة، سيعرض العديد من الأعراق التي استحوذت بشكل خاص على إهتمامات زواره الأجانب، والأكثر قيمة بين كل هذه الأعراق هم الجان.
قبل التوجه إلى إعادة اكتشاف ملاذ الجان باستخدام ورقة شجرة العالم، قرر يوجين حضور سوق العبيد من أجل إنقاذ الجان الذين من المقرر عرضهم هناك.
سبب قيامه بذلك ليس ضروريًا بشكل خاص.
لا يزال من غير المؤكد هل يمكن حقًا استخدام ورقة شجرة العالم لقيادتهم إلى إقليم الجان، ولكن بمجرد الاهتمام بهذه المسألة، وعد يوجين بإعادة الجان الذين يعيشون في القرية معه إلى المنزل الرئيسي لعشيرة لايونهارت. على الرغم من أنه سيكون من الأفضل لو سعى أولًا للحصول على إذن من العائلة الرئيسية، نظرًا لأنه قرر بالفعل مسار العمل هذا، فقد خطط لإعادتهم معه في الوقت الحالي ثم طلب الإذن لاحقًا.
وبما أنه سيأخذهم معه على أي حال، ألن تُختَتَم الأمور بشكل جيد إذا اعتنى بالجان الذين سيتم عرضهم في سوق العبيد أولًا؟
“أعتقد أن اللحية قد تتجاوز الحد جدًا.” تمتم يوجين وهو ينظر إلى المرآة ويلوي وجهه يمينًا ويسارًا.
“نعم، أعتقد أن وجهك يبدو مخيفًا بالفعل كما هو، أيها السيد الشاب.” الشخص الذي قال للتو رأيه هي جان أعور. وهي تنظر إلى يوجين بعينها الوحيدة، وعلى عكس أسلوبها المهذب في الكلام، لم تبدُ نظرتها مهذبة.
على الرغم من أن يوجين وكريستينا هما ضيوف الجارديان سيغنارد، إلا أن العديد من الجان الذين يعيشون في هذه القرية يؤويون الكراهية تجاه البشر.
هذا هو الحال أيضا بالنسبة لهذه الجان ذات العين الواحدة المسماة لافيرا. شعر الجان الذين يعيشون هنا بعداءٍ خاص تجاه يوجين، حيث تم إبلاغهم بأنهم سيغادرون سمر قريبًا من أجل اللحاق به والعيش في الغابة التي تنتمي إلى عشيرة لايونهارت.
لقد فهموا سبب حدوث ذلك. حيث أبلغهم الجارديان سيغنارد شخصيًا بالحقائق الكامنة وراء هذه الخطوة. بدلًا من سمر، التي هي موبوءة بالبرابرة وتجار العبيد، سيكون من المريح أكثر أن يعيش الجان في غابات المنزل الرئيسي لعشيرة لايونهارت. نظرًا لأنهم سيُحَرِكونَ حتى الأشجار الخرافية التي تحمي الجان في هذه القرية منذ فترة طويلة، فلن تكون هناك حاجة للقلق بشأن المرض الشيطاني.
شعر العديد من الجان، بما في ذلك لافيرا، بالخوف الذي لا مفر منه من التفكير في الحصول على الحماية ليس من عرقهم أو الغابة، ولكن من قبل البشر المكروهين.
إمتلك يوجين أيضًا فكرة تقريبية عن نوع الموقف الذي تركه فيه هذا الاقتراح. كان عليه أن يعترف لنفسه أنه من خلال حضور سوق العبيد أولًا وإنقاذ الجان المعروضين هناك، آمَلَ في تقديم عرض عام عن حسن نيته تجاه الجان.
‘على الرغم من أنني لا أملك حقًا وقت فراغ لأهتم بكيفية شعورهم تجاهي.’ فكر يوجين.
ومع ذلك، يجب أن يخفف على الأقل من العداء الذي أظهروه له منذ البداية. لن يكون لديهم أي خيار سوى القيام بذلك، صحيح؟ حيث سيخاطرون بشكل غير ضروري بالذهاب إلى سوق العبيد، وعليهم إنفاق الكثير من المال لشراء الجان المعروضين ومرافقتهم إلى القرية. بعد ذلك، سيسمح لهم يوجين أيضًا بالعيش في ملكية عشيرة لايونهارت، والتي هي أكثر أمانًا من هذه الغابة.
‘بعد أن أفعل كل هذا، لو ظلوا يكرهوننا هكذا لمجرد أننا البشر، فهل هم حينها لا يزالون يستطيعون تسمية أنفسهم بالجان؟ سيكونون مجرد أوغاد لعناء بدلًا من ذلك.’
أثناء وجود هذه الأفكار، غير يوجين شكل عباءته. ثم عادت كريستينا، التي خرجت قبل لحظات قليلة، إلى جانب يوجين.
“سيدي يوجين.” قالت كريستينا. “ألقِ نظرة على هذا.”
عند عودتها، غُطيَّ وجه كريستينا بإبتسامة فخورة. بعد أن غطت ملابسها القديمة برداء كبير، سارت لتقف أمام يوجين وإلتفت في دوائر.
قالت كريستينا: “إذا فعلتُ هذا، فلن تكون هناك حاجة لي لخلع زي الكاهن، وإذا وضعت غطاء الرأس أيضًا، سَـيمكنني حتى تغطية وجهي.”
“ألا تعتقدين أن هذا مضحك قليلا أن تتباهي بذلك كما لو إنه إكتشاف رائع؟” سأل يوجين ساخرًا.
تعثرت ابتسامة كريستينا بسبب هذا السؤال. توقفت عن الدوران على الفور، وبينما نظرت إلى يوجين بعيون ضيقة، أغلقت أزرار رداءها.
“….هل هو بخير حقًا بالنسبة لي ألَّا أتبعكم؟” سألت ناريسا، التي تقف في مكان قريب على عكازاتها، بتردد.
هي بالتأكيد خائفة من الذهاب إلى سوق العبيد، لكنها شعرت أيضًا بالرغبة في مساعدة يوجين وكريستينا، اللذان فعلا الكثير لمساعدتها.
“يجب أن تنتظري هنا فقط.” قال يوجين بحزم: “إذا أخذناك معنا دون داع، فسيكون من المؤلم أن نصطدم بقبيلة جارونغ.”
“…نعم…” قبلت ناريسا بخنوع.
اهتزت أكتاف ناريسا قليلًا عند ذكر قبيلة جارونج. لقد مرت بضعة أيام فقط منذ أن ألقت بنفسها من الجرف لأجل الهروب من مطارديها القبليين على الذئاب العملاقة.
قال يوجين مخاطبا لافيرا: “لا حاجة حقًا للحاق بنا أنتِ أيضًا.”
هزت لافيرا رأسها. “هل تعتقد حقا أن أجنبي دون أي سلع للبيع سيكون قادرًا على الدخول والخروج من السوق كما يشاء؟”
حجتها لا يمكن دحضها. فحص يوجين اللوحة العاجية التي تلقاها بالفعل من سيغنارد. تم إصدار هذه اللوحة من قبل قبيلة إربور، إحدى قبائل سمر العظيمة. بدون هذه اللوحة، بغض النظر عما فعلوه لإخفاء أنفسهم كتجار العبيد، لن يتمكنوا حتى من دخول السوق.
“ربما يمكنك الاعتماد على اسم لايونهارت للدخول.” اقترحت لافيرا: “إذا كشفت عن هويتك الحقيقية، أيها السيد، فمن المؤكد أن القبائل المختلفة ستستقبلك كضيف محترم وتسمح لك بالمشاركة في السوق.”
تذمر يوجين وهو يقف: “لا أريد الدخول إلى هناك بشكل سيء بما يكفي لدرجة أنني على استعداد لرمي الأوساخ على جميع أنحاء وجه إسم العشيرة.”
مع ابتسامة في عينها الوحيدة، أكدت له لافيرا، “طالما أنك تحمل اللوحة ولديك سلع تجارية لبيعها، يمكنك دخول السوق بمجرد دفع رسومِ دخولٍ صغيرة.”
“هل سيكون هناك تفتيش؟” سأل يوجين.
“لا ينبغي أن يكون هناك. من الأساس، تنتشر هذه اللوحات فقط بين تجار العبيد.” أوضحت لافيرا.
لم يكلف يوجين نفسه عناء السؤال عن سبب حصول سيغنارد على مثل هذه اللوحة. لأنه، أليس السبب واضحًا؟ يجب أن يكون تجار العبيد الذين احتفظوا بها في الأصل قد تم القبض عليهم وهم يتسللون، محاولين القبض على عدد قليل من الجان المتجولين، فقط لإيجاد أنفسهم تحت رحمة سيف سيغنارد.
“لا تقلق بشأن ذلك كثيرًا. منذ أن مررتُ بتجربة شخصية مع سوق العبيد، يمكنني تزويدك بكل الإرشادات التي تحتاجها.” قالت لافيرا وهي تثبت مجموعة من الأغلال حول رقبتها وأطرافها.
عند مشاهدة هذا المشهد، بدأت ناريسا ترتجف من الخوف. خاصة عندما أغلقت لافيرا السلاسل الثقيلة حول كاحليها، لم تستطع ناريسا تحمل ذلك بعد الآن واضطرت للجلوس بوجه شاحب.
“تنهد….هيك….تنهد….”
على عكس ناريسا، التي تغلبت عليها صدمتها، استقرت عيون لافيرا بنظرة باردة. ترنحت منتصبة ثم وضعت نهاية السلسلة الطويلة في يد يوجين.
“….هل أنا حقا بحاجة للتمسك بهذا في وقت مبكر جدًا؟” سأل يوجين بشكل غير مرتاح.
“عليك أن تعتاد على معاملتي بنفس القدر من القسوة الذي يوحي به وجهك. إذا عاملتني بعناية بلا جدوى، فإن تجار العبيد الآخرين والسكان الأصليين سيشكون فيك، سيدي يوجين.” أصرت لافيرا.
“تعالي إذن، أيها العبد.” رضخ يوجين على الفور وسحب السلسلة بشكل محرج.
بهذا المنظر، أُجبِرت ناريسا على التستر على ابتسامة هشة، بينما هزت لافيرا رأسها دون أن تنبس ببنت شفة.
“أنا ريان.”
“…وأنا تينا.”
قبل وصولهم إلى سوق العبيد، توقفوا لترتيب قصصهم. الاسم المستعار الخاص بِـيوجين هو ريان والاسم المستعار الخاص بِـكريستينا هو تينا.
رايان هو مرتزق سابق تحول إلى تجارة العبيد، وتينا هي زوجة رايان.
“هل أنا حقا بحاجة إلى أن اكون زوجتك؟” سألت كريستينا بتهور.
“ثم هل تريدين أن تكوني عبدةً أنتِ أيضًا؟” سأل يوجين في المقابل.
“….من الأساس، لكي يعمل الزوجان كَـتجار الرقيق—”
“هناك قول مأثور، أليس كذلك؟ أن الطيور على أشكالها تقع؟”
“عندما تقول هذا مع وجهك الحالي أيها السير يوجين، لا، السير ريان، فإنني أشعر بالإساءة جدًا.” إحتجَّتْ كريستينا.
قال يوجين دون أن يبدو معتذرًا بشكلٍ خاص: “آسف على هذا، لكن وجهك الحالي ليس شيئًا رائعًا أيضًا.”
تحولت تعابير وجه كريستينا إلى الغضب بسبب هذه الكلمات الاستفزازية. تحول وجه كريستينا إلى وجه امرأة في منتصف العمر بدت سامة اللسان وسيئة المزاج.
“بما أن شكلك هكذا الآن، فَـيجب عليك أيضا تغيير الطريقة التي تتحدثين بها.”
“هاه؟”
“طريقتك المهذبة في التحدث لا تناسب هذا الوجه على الإطلاق. يجب أن يختلط في كلامك بعض الشتائم، وأن تجعلي صوتك أكثر خشونة…..” تأخر يوجين في التفكير.
“….هل عليَّ حقا القيام بذلك؟” سألت كريستينا على مضض.
“هل تفضلين أن تكوني أكثر كَـعائق مِن مساعد بإثارة ضجة ولفت الإنتباه؟” قال يوجين.
“سأفعل….” ترددت كريستينا ثم غيرت أسلوب كلامها. “فـ-فهمتك، رئيس.”
“يبدو أنك لا تستطيعين فعل ذلك.” هز يوجين رأسه. “لماذا لا تحاولي التصرف كَـخرساء بدلًا من هذا؟ لا ينبغي أن تكون هناك أي حاجة لك لفتح فمك بينما نحن هناك على أي حال.”
ضغطت كريستينا على شفتيها ونظرت إلى يوجين بغضب. لو إنه وجهها المعتاد، لتمكنت من إخفاء غضبها وراء إبتسامتها بدلًا من التحديق به بهذه الطريقة، ولكن ربما بسبب كيفية تغيير وجهها، بدت نظرتها الغاضبة قاسية بشكل خاص اليوم.
فقط أكبر القبائل لديها الحق في استضافة سوق العبيد هذا. هذه المرة، سيعقد السوق في أراضي قبيلة زيال.
‘اعتقدت أننا سنذهب إلى مدينة على الأقل.’
ربما لأن كلا من الأجانب وأفراد القبائل سيأتون ويذهبون، سيعقد السوق في وسط الغابة بدلًا من المدينة. من حيث كونها سوقا سوداء، فهي تشبه طريق بوليرو الذي زاره في أروث، ولكن بخلاف ذلك، سوق العبيد الموجود هنا أكثر بدائية بما لا يقاس من طريق بوليرو.
حتى المدخل يعكس هذه الحقيقة. قام محاربو قبيلة زيال، الذين أقاموا دوريات في جميع أنحاء هذه المنطقة من الغابة، بإلقاء نظرة واسعة على التجار الذين يتدفقون، بينما قاموا بإيماءات تهديد للضيوف من القبائل الأخرى.
‘هذا يعطيني شعورًا أن هذا السوق هو مجرد واجهة.’
إمتلك يوجين فكرة تقريبية عما يجري هنا. يفتح سوق العبيد مرتين فقط في السنة. خلال تلك الأوقات، لم يسمح حتى للقبائل المعادية بمحاربة بعضها البعض. هذا لأن القبائل العظيمة قد معنت أي قتال داخل سوق العبيد.
ومع ذلك، في مكان يتجمع فيه الكثير من الناس، لا يسع بذور الصراع إلا أن تزرع هنا وهناك. مع مقدار الحذر والعداء الذي تأويه كل قبيلة تجاه الآخرين، شعرت القبائل بالحاجة إلى تضخيم مكانتها من أجل ردع نفوذ بعضها البعض.
كما استمتع الضيوف المتميزون الذين هم مرتبطون بكل من القبائل بمثل هذا المشهد. بالنسبة لهم، هذا السوق نفسه عامل جذب نادرًا ما يُشاهد. أيضًا، العبيد ليسوا هم الأشياء الوحيدة التي تباع هنا….تم أيضًا تبادل العديد من العناصر الأخرى ذات الأهمية.
سمر واسعة. ولم يبدُ هذا المكان مليئًا بالأشجار فحسب؛ فقد تم دفن العديد من الموارد القيمة الأخرى التي نادرًا ما شوهدت في بقية القارة. تم بيع العديد من الأحجار الكريمة والميثريل التي لا تقدر بثمن المستخرجة من مناجم سمر والمواد المقدمة من وحوش الغابة هنا. بصرف النظر عن ذلك، هناك أيضًا جرعات يمكن أن تُزيدَ بشكلٍ مصطنع الطاقة السحرية أو تقوي الجسد. وهذه نتاج الموروثات التي تنتقل من خلال كل من القبائل من أسلافهم.
بالنسبة لهؤلاء النبلاء الأجانب، هذه الأشياء أكثر قيمة من العبيد، حتى لو إن هؤلاء العبيد من الجان.
“…أريد جان مع نوع من النقص الجسدي.” تمتم أحد هؤلاء النبلاء لنفسه.
إنه داجارانج كوبال. بدلًا من الأشياء التي لم تبدُ ذات قيمة واضحة، هذا الخنزير أكثر اهتماما بعبد الجان الذي يمكنه رؤيته بأم عينيه وامتلاكه واللعب به.
“…لا حاجة للاندفاع.” أقنع أوجيتشا داجارانج بينما يقاوم الرغبة في السخرية.
arnovel.meتمكن هذا سيد الحرب هذا من قبيلة جارونغ بطريقة ما من النجاة من المواجهة مع المهاجم المجهول قبل بضعة أيام.
كل ذلك بفضل أهواء الرجل المجهول. بعد النظر إلى أوجيتشا المثير للشفقة، الذي بلل سرواله على الفور وبدأ يتوسل من أجل حياته، اختفى الرجل ببساطة.
لم يشعر أوجيتشا بأي خجل مما حدث. أي شخص تم وضعه في مثل هذه الحالة سيتبول في سرواله. في الواقع، لم يخرج منها أي من محاربي قبيلة جارونغ الذين وجدوا هناك في ذلك الوقت بسراويل جافة. البعض حتى تبرزوا على أنفسهم. وكلهم إنهاروا أيضًا على الأرض وبدأوا في التوسل من أجل حياتهم.
بالمقارنة مع هؤلاء المحاربين، بدا أوجيتشا كريمًا عمليا وحافظ على شرفه كَـسيد الحرب الخاص بالقبيلة. ربما قد توسل من أجل حياته، لكنه لم يسقط على ركبتيه. ربما يكون قد بلل نفسه، لكنه على الأقل لم يفرغ أمعائه.
لم يمت بطريقة ما وتمكن من العيش لرؤية يوم آخر. أليس ذلك كافيًا؟
واحد من أفضل اثني عشر شيموين، برون جراك، فقد حياته، لكن أوجيتشا نجا. كما نجح داجارانج كوبال، وهو ضيف مهم، في الخروج من الوضع على قيد الحياة.
ذلك كافٍ لحساب الوضع على أنه نجاح. لم يستطِع أوجيتشا الحصول على خدمة برون التي وعده بها حيث وعد بتقديمه لسيدات مملكة شيموين، ولكن طالما تمكن من إرضاء رغبات داجارانج، فلا يزال بإمكانه ضمان مستقبل رائع لنفسه في شيموين.
“أنت….فقط دعني أخبرك، من الأفضل أن تتأكد من الاعتناء بي جيدًا.” نظر داجارانج إلى أوجيتشا بنظرة متعجرفة في عينيه. “لمجرد أن برون قد تسبب بقتل نفسه، فهذا لا يعني أنه يمكنك الإفلات من معاملتي معاملة سيئة. بعد كل شيء، أنت….أنت تعرف من هو والدي، أليس كذلك؟ هل تعتقد حقًا أنني لن ألاحظ ما تشعر به حقًا في الداخل؟”
من المؤكد أن داجارانج هو أحمق، لكن ليس الأمروكأنه بلا عقل تمامًا. قبل مجيئه إلى هنا، أجبر على الاستماع إلى عشرات المحاضرات حول أهمية الصفقة بين والده، الكونت كوبال، وأوجيتشا. حتى بعد وصوله إلى قبيلة جارونغ، أعطاه برون المتوفى أيضًا عشرات التذكيرات.
“حول منجم قبيلتك. أنت تعرف أن والدي هو الوحيد الذي يمكن أن يعطيك الشروط التي تريدها للصفقة، صحيح؟” شخر داجارانج بغطرسة.
على الرغم من أنها ليست بالضرورة الحقيقة، إلا أن الكونت كوبال هو أفضل شريك تجاري وجده أوجيتشا بعد الوصول إلى عدة أماكن. من الأساس، الكونت كوبال هو أرستقراطيا ذا أهمية كبيرة حتى داخل منطقة شيموين بأكملها.
“موت برون….حسنًا….لقد كان شيئًا لا مفر منه. و-وهو ليس خطأي.” تلعثم داجارانج.
لم يرغب داجارانج في تذكر تلك اللحظة. لا، لم يفعل. ما جعل الأمر أكثر إثارة للخوف في وقت لاحق هو حقيقة أن برون قد مات.
على الرغم من أنه الأضعف من بين أفضل اثني عشر فارسًا في شيموين، إلا أن برون مع ذلك هو أحد أقوى اثني عشر فارسًا في شيموين، والكونت كوبال يقدره كثيرًا. هذا هو السبب في أنه وضع برون كمرافقٍ لابنه الأحمق وأرسله إلى سمر.
“أنا أفهم ما تقوله، سيدي الشاب.” وسع أوجيتشا عينيه ببراءة وهو ينظر إلى داجارانج. “وفاة برون هي حادث. إذا تم الانتهاء من الصفقة، سأحرص على الشهادة للكونت كوبال كما يتمنى مني السيد الشاب.”
“صحيح….هذا صحيح. توفى بـ-برون بعد سقوطه في حفرة. سـ-سقط في مراحيض قبيلتك بسبب تصميمها المفتوح. تعثر في أقدام الحفرة أولا ومات.” أعلن داجارانج بفخر.
تردد أوجيتشا، “…بدلا من ذلك، ماذا عن القول أنه مات أثناء محاولته ركوب الخيل بعد أن شرب كثيرًا. على أي حال، لا حاجة للسيد الشاب للقلق. لأنني سأفعل كل ما بوسعي حتى لا تقلق بشأن أي شيء.”
“نـ-نعم، حسنًا إذن.” قبل داجارانج. “سأحرص على مجاملتك لوالدي، حتى يتمكن والدي من منحك لقب فارس.”
بسبب كلمة فارس، ارتعدت زوايا شفاه أوجيتشا لأعلى. على الرغم من أنه شعر بالأسف على الميت برون، لكن بفضل وفاة برون، أصبح مستقبل أوجيتشا أكثر إشراقًا.
بعد أن مات مثل هذا الفارس، الكونت كوبال بالتأكيد سيبحث عن محاربين أقوياء. وإمتلك أوجيتشا الثقة في أنه ماهر بما يكفي لملء منصب برون. بعد حصوله على لقب فارس من الكونت كوبال، إذا تمكن أوجيتشا من تجميع مزايا كافية، فقد يكون قادرًا على إدراج اسمه ضمن مجموعة من أفضل اثني عشر عضوًا في برون.
‘إذا حدث ذلك، إذن….سأكون على يقين من أن أعيش حياة فاخرة كأرستقراطي.’ فكر أوجيتشا في نفسه بابتسامة عندما التفت للنظر إلى محيطه.
نظر حول السوق البدائية والقذرة. تم عرض العبيد الأجانب، عراة ومقيدين بالسلاسل، مثل قطع اللحم المعلقة في كشك الجزار.
“من فضلك أنقذني!”
هناك كل أنواع الصيحات المماثلة. كل عبد أجنبي يصرخ من هو وإلى أي بلد ينتمي، على أمل الإنقاذ. مجرمو القبائل الذين عوقبوا بالعبودية ينظرون حولهم بعيون مخيفة، حتى عندما قاموا بتعديل مواقفهم لمحاولة الظهور بمظهر عضلي قدر الإمكان.
عند رؤية هذا، اتخذ أوجيتشا قراره. في الوقت الحالي، وصل إلى هذا السوق كمرافقٍ لهذا الخنزير، لكنه في يوم من الأيام سيعود إلى هنا مرة أخرى بعد أن يصير نبيلا من شيموين. أمام هؤلاء الرجال الكبار من القبائل الكبرى، بصفته سيد حرب قبيلة جارونغ، هو ليس مؤهلًا حتى للنظر في العين أثناء التباهي لهم، سيعود كنبيل وسيكافحون جميعًا ليصطفوا للترحيب به.
أثناء تصوير ذلك المستقبل البعيد — لا، غير البعيد، ارتجفت شفاه أوجيتشا بإبتسامة.
“أوجيتشا!” في تلك اللحظة، صرخ داجارانج، وأمسك أوجيتشا من ذراعه، وبدأ في هزه. “ذلـ-ذلك الجان! هناك!”
“أي جان؟” سأل أوجيتشا.
حتى هذه اللحظة، ظلوا يلقون نظرة حول السوق، لكنهم تمكنوا فقط من العثور على جان واحد للبيع. المشكلة هي أن الجان رجل ولم يظهر داجارانج أي اهتمام به لأن جميع أطرافه سليمة.
ومع ذلك، الآن، إمتلأ صوت داجارانج برغبة أكثر من أي وقت مضى. “ها هو بالضبط أمامنا!”
نظر أوجيتشا إلى الأمام إلى حيث يشير داجارانج.
“…ولكن لديها كل أطرافها؟” أشار أوجيتشا بتردد.
“ألا ترى أن لديها عينًا مفقودة!” صرخ داجارانج، وهو يبتلع لعابه عمليا.
في الواقع، الآن بعد أن ألقى أوجيتشا نظرة ثانية، تفتقد الجان أمامهم عينها اليمنى، تاركةً وراءها كتلة من الندوب.
تمتم داجارانج بحماس، “ليس لديها حتى رقعة عين….هل….تلك الندوب من سكين؟ أو يمكن أن تكون ندوب حرق بدلًا من ذلك؟”
أثارت الندوب التي تُرِكَتْ واضحة ليراها الكل إهتمام داجارانج. وفي حين أن أوجيتشا بالتأكيد لم يستطع فهم مثل هذا الذوق الملتوي، لكن من أجل مستقبله المجيد والحلو، عليه أن يرضي رغبات داجارانج.
أعطى أوجيتشا إيماءة واثقة من رأسه وسرعان ما تقدم إلى الأمام.
ثم صرخ: “أوي، أنت هناك.”
التجار الذين يجرون هذا الجان معهم هما رجل وامرأة. رفرفت عينا داجارانج وهو يحدق في الرجل الذي يحمل سلسلة الجان.
بدت بنية التاجر الذكر جيدة جدًا، لكنها لا يمكن مقارنتها ببنية أوجيتشا، التي ظلت تتدرب في الغابة لعقود.
هل يمكن أن يكون مرتزقًا تحول لتاجر عبيد؟ هذا يعني أن مهاراته لا ينبغي أن تكون كبيرة. قام أوجيتشا بتقييم مهارات هذا العبد بالعيون الحادة الخاصة بسيد حرب جارونغ. ‘الشخص بجانبه…..هل يمكن أن تكون زوجته؟’
عندما رأوا كيف بدت وجوههم متهالكة بالمثل، بدوا وكأنهم زوجان.
‘لا يبدو أن جسدها قد تم تدريبه كثيرًا. أو هل هي مجرد مُدفئة سرير؟’
الجواب لا يهم حقًا.
بينما يظهر بشكل صارخ العضلة ذات الرأسين المهيبة، سد أوجيتشا طريق الاثنين وذراعيه مطويتان وأمر، “هذه الجان. بِعها لي.”